Saturday, 16 May 2015

وعدى النهار


يرفض اسماعيل عبد الحافظ التعيين معيدا فى جامعة عين شمس عام 1963 ويفضل العمل كمساعد مخرج فى برامج الأطفال بالإذاعة والتليفزيون قبل أن ينتقل بعد عامين الى مراقبة المسلسلات ، يرتدى جلابيته البيضة ويهجر قريته بمحافظة كفر الشيخ ليبدأ مشواره  فى حب مصر من" الوسية" إلى" حدائق الشيطان" مع رفيق دربه الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة ويسجل فى كل محطة يمر بها فى حوارى المحروسة وشوارعها ملحمة وطنية تؤكد ريادته للواقعية فى الدراما وعشقه للشخصية المصرية وتخصصه فى صناعة النجوم ، ورفضه للظلم وتمرده على السلطة ، بخلاف أنه كان من أوائل الذين تنبأوا بالثورة وبارك قيامها فى" أكتوبر الآخر" !

 

 وخلال مشواره الملحمى مع الدراما العربية ، استطاع أن يعبر عن إيمانه بالقومية العربية كواحد من أبناء جيل ثورة يوليو فقدم  " الشهد والدموع " و " عدى  النهار" ليدلل بهما على عظمة الثورة ، كما قدم الدراما بكل أنواعها خاصة الإجتماعية والشعبية بتفاصيلها ، فنجح فى أن يبدل أسماء نجومه بأسماء شخوصه ، وأن يمنحهم ألقابا جديدة صلاحيتها " ما لا نهاية " بعد أن اعتمدها الملايين من عشاق الدراما فى الوطن العربى بكامل إرادتهم مثل " العمدة " صلاح السعدنى و " الباشا " يحيى الفخرانى ومندور ابو الدهب أو جمال سليمان سابقا وغيرهم ، كما خرج من تحت عباءته نجوما آخرون تصدروا المشهد بعد ذلك فى السينما والتليفزيون مثل إلهام شاهين وآثار الحكيم وممدوح عبد العليم وهشام سليم وشريف منير الذين حصلوا على فرصة العمر فى ليالى الحلمية ، بخلاف الوجوه الصاعدة فى هذا الوقت الذين حصلوا على أدوار صغيرة لكنها كانت مؤثرة فى مشوارهم مع النجومية مثل منى زكى ومحمد رياض وطارق لطفى وعبلة كامل ، وفى " امرأة من زمن الحب " قدم كريم عبد العزيز وياسمين عبد العزيز الذين أصبحا من أهم نجوم الشباك حاليا بالإضافة إلى فتحى عبد الوهاب وفى" الوسية " قدم محمود حميدة وأحمد عبد العزيز وغيرهم .

 

رحم الله اسماعيل عبد الحافظ الذى رحل عن عالمنا فى أعقاب ثورة يناير المجيدة وبالتحديد عام 2012 بعد أن ترك لنا إرثا ثمينا ومواثيق ترصد أهم التحولات السياسية والإجتماعية فى عالمنا المعاصر وتشكل المدرسة الواقعية فى الدراما التليفزيونية .

No comments:

Post a Comment