السينما فى ابسط تعاريفها .. هى مرآة للواقع ، تفضح
للمشاهد دون كذب أو تجميل الكثير من التناقضات التى تعانى منها المجتمعات فى كل
دول العالم ، لكن الجديد هذه المرة أن يفرض الواقع تناقضاته على صناع السينما
أنفسهم بشحمهم ولحمهم وليس بأفلامهم ، فحالة الغضب والغليان المسيطرة على الوسط
السينمائى منذ إعلان وزارة الثقافة عن تمسكها بتنظيم الدورات المقبلة من مهرجان
القاهرة السينمائى والتحالفات التى ظهرت للاستيلاء
على إدارة المهرجان ، ما هو إلا مشهدا فى فيلم واقعى نعيشه على كافة الأصعدة !!
الصراع الدائر منذ فترة حول أحقية ادارة مهرجان القاهرة
السينمائى الدولى بين " جمعية كتاب ونقاد السينما " قبل رحيل رئيسها السابق الناقد والسيناريست
الراحل ممدوح الليثى و " جمعية مهرجان القاهرة " برئاسة الناقد يوسف
شريف رزق الله بعد إعلان وزارة الثقافة إسنادها لجمعية النقاد فى الدورات القادمة
، يعنى من وجهة نظرى أننا قررنا أن نعطى ظهورنا للروح الجديدة التى يجب أن تسود
بعد ثورتين مجيدتين رفعنا فيهما راية العصيان على النمطية لنستوعب أفكار ورؤى
مختلفة عن الماضى تكون مهمتها إخراج المهرجان الأكبر والأعرق فى المنطقة العربية
بالصورة التى تتناسب مع ثقافتنا وتاريخنا السينمائى وفى نفس الوقت تواكب ريادتنا
فى تنظيم مثل هذه المحافل الدولية بعيدا عن الأشكال النمطية التى انحصرت فيها
المهرجانات الفنية طوال السنوات الماضية ، وحتى لا يكون المهرجان نتاجا لما قبل
الثورة وأداه فى يد الدولة لفرض ولايتها والتحكم فى شئون الفن عموما مثلما كان
يحدث فى النظام السابق ولابد من إحداث التغيير الشامل بمعناه الحقيقى دون الإبقاء
على أى من الوجوه القديمة .
الناقد يوسف شريف رزق الله رئيس جمعية مهرجان القاهرة ظل
قرابة العام فى عمل متواصل على حد علمى للاتفاق على تفاصيل الدورة الماضية حتى
يخرج المهرجان بصورة مشرفة واستعان بخبراء السينما المتميزين من أصحاب الثقافة
والفكر المتطور وأرسل مذكرة لوزارة الثقافة تتضمن موقف الجمعية من إقامة المهرجان
ولم ترد الوزارة عليه ، وفى هذه الأثناء ظهرت بعض التحالفات التى تريد الإستحواذ
على المهرجان دون مراعاة لظهوره بشكل يليق
بتاريخنا الفنى ودون أدنى استعداد له رغم أن هناك جيلا سينمائيا كاملا لدية من
المهارة والكفاءة ما يمكنه من إخرج المهرجان فى أفضل صورة ، وقرار وزارة الثقافة
بإسناد مهمة إدارة المهرجان فى الدورات القادمة رغم كل ذلك لجمعية النقاد التى
يترأسها حاليا الناقد الفنى الأمير اباظة يؤكد قناعتى بأن التغيير المنشود من
الثورتين لم يحدث حتى الآن وأن ما يحدث فى الوسط السينمائى عبارة عن مشهد فى فيلم
واقعى نعيشه كل يوم وفى كل المجالات خاصة الثقافية .
No comments:
Post a Comment