Tuesday, 12 May 2015

هدف فى مرمى ابو تريكة


 

ما أشبه اليوم بالبارحة .. محمد ابو تريكة نجم النادى الأهلى والمنتخب المصرى ، عاد من جديد ليشعل مواقع التواصل الاجتماعى ، عاد ليقسم المجتمع المصرى الى نصفين كما كان الوضع من قبل أن يعتزل " اهلاوى وزملكاوى " .. لكن الفارق الوحيد بين اليوم والبارحة .. هو موقع ابو تريكة نفسه من الجملة .. فبالأمس كان " فاعلا " ، اما اليوم فهو " مفعول به " ، وبلغة الكرة تبدل موقعة داخل المستطيل الأخضر من " هداف " بارع ، الى " حارس مرمى " فاشل تحتضن شباكه هدفا يسأل عنه هو وحده !

التحفظ على أموال شركة " أصحاب تورز " لتورطها فى تمويل أعمال إرهابية ، اعتبره هدفا فى مرمى ابو تريكة وهو شريك أساسى فى الشركة المشبوهة .. هدفا واحدا قد يمحو من الذاكره أهدافا كثيرة أحرزها اللاعب وصفقت لها جماهيره .. ولكن تبقى انجازاته داخل الملعب وأخلاقه المشهود بها من الجميع عاجزة أمام مسئوليته فى الهدف الذى أصاب المجتمع المصرى فى مقتل وتسبب فى إهدار أرواح الجماهير التى طالما شجعته ومنحته الشهرة والنجومية والاموال التى أسس بها شركته .

انجازات اللاعب وتاريخه لن يشفعا له هذا الجرم الكبير ، فالكل أمام القانون سواء ، وكلنا نتذكر أعظم لاعب فى تاريخ كرة القدم .. الأرجنتينى مارادونا الذى لقب بالأسطورة ومنح بلاده أغلى كأس عرفتها اللعبة حتى الآن ، ونعرف المصير الذى آل اليه وهو السجن لتورطه فى الاتجار بالمخدرات بعد مشوار طويل خاضه داخل أعرق الأندية الأوربية وانجازات لا تعد ولا تحصى قدمها لبلاده .. هدف بسيط دخل مرماه فقلب حياته رأسا على عقب وكانت نهايته مأساوية .. أقول هدفا بسيطا مقارنة بالهدف الذى دخل مرمى ابو تريكة ، فالمتاجرة بالمخدرات جريمة لا تقارن بالخيانة وتمويل الإرهاب ، كما هو الفارق الكبير بين تريكة ومارادونا كلاعبين مع كل احترام وتقدير لساحر الكرة المصرية .

 

 

No comments:

Post a Comment