Thursday, 14 May 2015
المعلم الحديث
المدرس والأستاذ والمعلم المصرى خرج يوما يعلم ويدرس لكل الأجيال العربية
بكل جهده وكل مالديه من ثقافة وطاقة وأخلاق نبيلة فى كل أنحاء مصر أولا ثم الأقطار
العربية .. وكل من هم فى سنى يعرفون قيمة الأستاذ المتفانى الذى يعلم تلامذته
بمنتهى الحب والأخلاص ويعطى من عمره العلم والتوجيه والإرشاد إلى جانب
التربية هذا الأستاذ أصبح عملة نادرة
الوجود وأن وجد فيجب الحفاظ عليه خاصة فى هذا الزمان وهذا التوقيت الذى أصبح ملئ
بالأحداث الباشعة التى نسمعها يوميا عبر الفضائيات ..
الأستاذ والمدرس المصرى فى كل المراحل التعليمية لم يعد كما كان فى الماضى
، جاء وقت أصبح فى ذيل المهن ، وأصبح من يعملون فى أقدس المهن مدرسين مكرهين على
أداء هذة المهنة فلا يعلمون التلاميذ ولا يهتمون بالعلم أساسا وهى وظيفة والسلام
ومرتب أخر الشهر لا يسد الرمق ، وأصبحت الدروس الخصوصية هى ملاذ التلاميذ فى
التعلم بدلا من المدرسة..
كانت مدرستى هى القدوة التى أحلم أن أصبح مثلها عندما كانت المدرسة تذهب
للمدرسة فى أوج زينتها وشياكتها ونظافتها وتدرس وتعلمنا بمنتهى التفانى ومنتهى
الإخلاص وبشخصية محترمة ومهيبة وليست المدرسة التى تضربك من أجل الدرس الخصوصى ،
وكبرت المدرسة فى أعماقى حتى أصبحت مدرسة الجامعة هى الحلم ، وقد حاضرت بالجامعة
فى أكثر من جامعة حكومية ولكن لاحظت أن الطالب اختلف كثيرا عن جيلنا الذى كان يبجا
الأستاذ ..
والسؤال بعد ذلك كيف نريد أن ننهض ببلدنا وهذا حال التعليم فى مصر ، محمد
على باشا عندما جاء يعد لنهضة حديثة أرسل البعثات إلى الخارج ليعود جيل من
الأساتذة يعلم الأجيال ومنهم رفاعة الطهطاوى وعلى مبارك وأخرين فى كل مجال حتى فى
الجندية .. لكن الأن أصبحت الدنيا سداح مداح ولا حتى أحد يفكر فى هذا المدرس التى
تدهورت أحوالة وأصبح يجرى من سنتر الى سنتر أخر لكى يجصل على لقمة العيش فهو
الأخخر من حقه أن يعيش ويحقق طموحاته المادية أما فى السابق لم يكن هناك طموحات
مادية تؤرق المدرس المحب لمهنته ومحب لمدرستة ومحب لتلامذته ويعمل بجد واجتهاد
ليبنى عقول التلاميذ وهو يعى جيدا أنه يبنى أمة ويبنى بلد من خلال بناء ضمير وعقول
تلاميذه .
وأنا أؤمن بأن عمل وزارة التربية والتعليم ليس فقط بناء مدارسهنا وهناك
العمل الحقيقى هو إعداد المدرس الكفء ، المدرس المحب لهذا العمل الشاق المدرس
الفاهم والواعى والمدرك لحقيقة دوره فى بناء أمة وبناء عقول بشرية تخرج فى كل مجال
لتبنى هذا البلد وتوقفه على قدميه من جديد . ولا ضير فى إرسال بعثات للخارج لإعداد
المعلم المنضبط والمعلم الذى يكون متعلما قبل أن يكون معلما ، لانه قدوه كل جيل .
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment